الخيل التي رافقت المؤسس في رحلة التوحيد
رافقت الخيل الجزيرية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيّب الله ثراه، في معارك التوحيد منذ عام 1902م، وكانت سنده في استعادة الرياض، ثم في توحيد أقاليم الجزيرة حتى إعلان المملكة العربية السعودية عام 1932م. لم تكن مجرد وسيلة تنقّل، بل تجسيدٌ للوفاء والصبر والشجاعة..
⸻ أرسانٌ عريقة وخصالٌ تشبه العرب
تميّزت الخيل الجزيرية بأرسانها النبيلة مثل:
• الكحيلة
• العبيّة (نسبة إلى فرس المؤسس الشهيرة)
• الصقلاوية
وهي سلالات توارثها الفرسان، عُرفت بقوة التحمل، النُبل، كرم الأخلاق، وسهولة الترويض، فكانت شريكة الإنسان العربي في السلم والحرب، وتربّت على العزة والعطاء.
⸻ من إرث وطني إلى تجربة سياحية عالمية
اليوم، تمثل الخيل الجزيرية قلب سياحة الفروسية في المملكة، مع رحلات الركوب الحر التي تشمل جبال الجنوب، وسهول نجد، وصحراء الربع الخالي، وسواحل البحر الأحمر..
أصبحت الخيل تجربة ثقافية متكاملة، تبدأ بالتعرف على صفاتها وأرسانها، وتنتهي بركوبها وسط الطبيعة السعودية.
⸻ المملكة وجهة الفروسية العالمية
تحت إشراف الاتحاد السعودي للفروسية، برزت المملكة في استضافة أهم الفعاليات الدولية، منها:
• كأس السعودية – الرياض – انطلق عام 2020: أغلى سباق خيل في العالم بجوائز تفوق 20 مليون دولار.
• سباق القدرة والتحمل بالعلا – يقام ضمن فعاليات “شتاء طنطورة”.
• مهرجان عبّية – ميدان الملك عبدالعزيز – منصة ترويج لتراث الخيل العربي.
• ميدان ديراب للفروسية – مركز دائم لبطولات الفروسية على مدار العام.
⸻ من نجد إلى ميادين العالم: أثرٌ عالمي لا يُمحى
منذ أوائل القرن العشرين، تم إهداء عدد من الخيل الجزيرية إلى رؤساء ومُلوك ومُربين في أوروبا وأمريكا، مما ساهم في تطوير:
• سلالات الثوروبريد لسباقات السرعة والتحمل.
• خيول الجَمال والقدرة.
من أبرز المربين العالميين الذين تبنوا هذه السلالة:
• جودي فوربس (Judy Forbis): مؤسسة مربط أنساتا الشهير.
• مايكل بولينغ (Michael Bowling): وثّق الأنساب وحفظ السلالات الأصلية.
• جيلين ويفر (Jillayne Weaver): أنتجت أبطالاً بجينات جزيرية خالصة.
• دوروثي ويتاك (Dorothy Whittac): نشرت الوعي بالخيل الجزيرية في الغرب
⸻ مستقبل مشرق وموروث حي
الخيل الجزيرية اليوم ليست مجرد إرث محفوظ، بل تجربة سياحية تنبض بالحياة، تعبّر عن عمق الثقافة السعودية، وتقدّم للعالم فرصة لاكتشاف الجمال الأصيل من قلب الرمال
بقلم الجوهرة منور