العُلا… حيث تُكتب النجوم على الصخور وتُروى الحكايات في صمت الرمال

رحلة إلى أرضٍ تتنفس التاريخ، تحت سماءٍ صافية لا تُطفئ نجومها أنوار المدينة، وبين صخورٍ تحكي قصة الإنسان منذ آلاف السنين.



 تاريخ منقوش على الحجر

تُعد العُلا من أقدم المناطق المأهولة في شبه الجزيرة العربية، وتضم أكثر من 200 ألف نقشٍ صخري تعود لآلاف السنين، تمثّل حضارات متعاقبة مثل اللحيانيين والأنباط.
ومن أبرز مواقع النقوش جبل عكمة، المعروف بـ “مكتبة العُلا المفتوحة”، ويضم نصوصًا بلغات عدة منها اللحيانية والثمودية.
حتى الهدايا التذكارية في العُلا مستوحاة من هذه الرموز، كإرثٍ بصري يربط الزائر بعمق الحضارة.



 سماء تليق بالنجوم

حرصت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا على جعل المدينة وجهة مثالية لمراقبة السماء، حيث تم تقنين الإضاءة العامة لتظل السماء صافية، ما يسمح بمشاهدة ظواهر نادرة مثل زخات الشهب واصطفاف الكواكب.

وقد نُظمت فعاليات فلكية مفتوحة ضمن مهرجانات مثل مهرجان سماء العُلا، مستقطبة عشاق الفلك من حول العالم.



 جبل الفيل… منحوتة الزمن

يقف جبل الفيل شامخًا كأشهر معلم جيولوجي في العُلا، وقد نحتته الرياح على مدى ملايين السنين حتى اتخذ شكل فيل ضخم.

حول الجبل تنتشر الجلسات المسائية والأنشطة الترفيهية، ما يجعله من أبرز مواقع التصوير والطبيعة المفتوحة في المنطقة.



 محميات العُلا الطبيعية

أُطلقت عدة مبادرات للحفاظ على التنوع البيولوجي، من أهمها محمية شرعان الطبيعية التي أُعيد فيها توطين أنواع مثل المها العربي والوعول الجبلية.

تُدار المحمية وفق أعلى المعايير العالمية، وتوفر تجارب مثل الهايكنج والسفاري الصحراوية في بيئة آمنة ومستدامة.



 سوق العُلا التراثي

يُعد سوق العُلا التراثي (البلدة القديمة) أحد أبرز الوجهات الثقافية، حيث تمت إعادة ترميم المتاجر القديمة بأسلوب يحاكي الطابع التاريخي، مع إضافة لمسات حديثة.
يمكن للزائر تناول القهوة السعودية التي تُقدَّم في كل زاوية، وشراء هدايا تذكارية مصنوعة يدويًا.

ويتميّز السوق بوسائل تنقل ذكية مثل المقطورات الكهربائية بدون سائق، إضافة إلى سيارات كهربائية مخصصة للجولات السياحية.



 إقامة بيئية بتصاميم عالمية

احتضنت العُلا عددًا من أفخم الفنادق العالمية مثل فندق بانيان تري Banyan Tree وهابيتاس Habitas، والتي صُمّمت بطريقة تراعي خصوصية البيئة الصحراوية.
 تتميز هذه الفنادق ببنائها المتناغم مع الطبيعة، وتقديم تجارب إقامة تشمل الرفاهية والمسؤولية البيئية، مما يجعل من العُلا وجهة للضيافة المستدامة.



 رؤية مستدامة من قلب الرمال

من زراعة ملايين الأشجار وإعادة تأهيل الواحات، إلى تحويل العُلا إلى نموذج عالمي للسياحة المستدامة، تمضي الهيئة الملكية بخطى ثابتة لتحقيق رؤية 2030..

العُلا اليوم ليست فقط متحفًا مفتوحًا، بل مستقبل نابض بالتوازن بين الأصالة والحداثة، حيث يتحوّل الماضي إلى تجربة سياحية نابضة بالحياة.

بقلم الجوهرة منور

استكشف جمال البحر الأحمر: موطن الشعاب المرجانية الأقدم من الأهرامات